عودة الفارس - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


عودة الفارس
سميح أيوب – 11\07\2008
ابتسامات.. آهات.. ودموع... سواعد مرفوعة للتحية. أكف ملتهبة من التصفيق. حناجر هاتفة وأصوات مبحوحة. أعلام الوطن ترفرف خفاقة، ونظرات أطفال مشدوهة تعد ألالوان وتحلم بغزو نجومه لتقبل تراب وطن طالما حلموا به، وعناق أحبة وأقارب على بعد مرمى حجر.
صورة بانورامية يختلط فها الواقع مع الصورة والحلم والخيال. مراسم احتفال وطني. كيف لا وها هو الفارس يعود. يترجل شامخا. ثلاثة وعشرون عاما ولم ينحني. ولكنه اليوم ترجل وانحنى ليقبل الأرض التي طالما عشقها ودافع عن ثراها. تلامس جبهته وشفتاه التراب الذي ولد به واليه عاد. التراب الحاضن رفاة رفاق دربه من المناضلين، وآجداده، آبائه، أصدقائه، وربما أبنائه وأحفاده. فهذا هو الجولان مسيرة نضال مستمرة، وعطاء لا ينبض. قوافل شهداء دافعت وما زالت تدافع من أجل الأرض والكرامة والانتماء. إنه الإخلاص والوفاء للوطن وللقومية.
كلمات تهنئة تتردد. يتبادلها المحبون والمجتمع ككل. كل منهم يهنئ الآخر ويهنئ نفسه، فالفارس هو ابن المجتمع، وابن الوطن البار، وابن الأرض.. بل ابن القضية أيضا. حمل راية النضال وكان الهدف الشهادة أو النصر. فكان النصر قرينه. النصر على السجن وظلماته. النصر على السجان والجلاد الذي لم يستطع النيل من إرادته وصموده مع رفاقه. تحدى الظروف القاسية والمرض الخبيث وسوف يهزمه كما هزم غيره بإرادته.عاد شامخاً.. منتصراً.. مرفوع الرأس... فنال حقه من الحب والاحترام وتقدير مجتمعه له.
هذه الصورة الظاهرة، ولكن في الأعماق وخلجات النفوس وعبر الدموع العالقة في العيون، عبر الآهات والأمنيات، نقرأ المخفي.. إن الفرحة غامرة ولكنها ليست تامة. فما زال هناك أبطال وفرسان قابعين خلف القضبان. ما زال هناك أحبة غائبين يتوقون للعودة لأرض الأجداد، أرض الصمود والكرامة. ما زالت هنا أم تبكي فراق الاهل او فلذة الكبد. ما زال هنا شعب يحلم بعودة وطن، ووطن يحلم بعودة أرض مغتصبة وشعب أبي.
هنيئا لك أيها الجولان. طوبى لك أيها الشعب العظيم. لقد كنت على مر العصور رمز العطاء والعنفوان والنضال، حتى أصبحت مدرسة للنضال ومثالا للشعوب لمقهورة والمضطهدة.
سنوات ونحن ننادي بوحدة الصف. نحلم باللحمة الاجتماعية والوطنية والسياسية. وكأن براثن التفرقة والتشرذم والضياع قد نالت من وحدتنا ورص صفوفنا. ولكن لا. فالمراقب للحدث والغائص في أعماق النفوس والمتفحص لبريق العيون والسامع كلمات المشاركين يعي حقيقة نفتخر ونعتز بها - أن مجتمعنا ما زال بألف خير (فالفراغ يبعدنا والحدث يوحدنا من جديد). حقا إننا من سلالة أحرار وحكماء مناضلين مخلصين.
الفراغ يبعدنا والحدث يجمعنا ويجمع كلمتنا ويرص صفوفنا، فلماذا لا نخلق الحدث. فالفعالية الاجتماعية حدث. والفعالية السياسية حدث. ومشاركة الأفراح والأتراح حدث. ونقاء وصفاء القلوب حل. والنقاش والنقد البناء أحداث وحلول. فلماذا من كل ذلك لا نخلق الأحداث ونتشابك بالأيادي ونرص الصفوف لبناء صرح المجد العتيد، ونحافظ على انجازات رواد الحركة الوطنية ومسيرة الأحرار وإرث الأجداد. لا تشرذم. لا فئوية. لا عائلية. لا عبثية بالتعامل. لنجعل شعارنا الوحدة وهدفنا الانتماء وحلمنا النصر. إن النصر آت لا محالة مع إشراق شمس الحرية، مع ترنيمة الفجر السعيد، مع ألوان الطيف الشمسي المداعب لقطرات الندى ونسمات الشمال الجنوب.
لنبقي ضحكات أطفالنا البريئة مشابهة لابتسامة ليث، لتبقى سواعدهم الغضة رافعة العلم ورؤوسهم شامخة شموخ الجبال، مما يحملوه من إرث لآباء وأجداد جمع العطاء والنقاء والحب والوفاء. إنهم شباب الغد أبطال المستقبل واستمرارية بناة المجد. الفراغ يبعدنا. يشتتنا. الحدث يجمعنا ويرص صفوفنا. بوركت أيها العائلة الجولانية. بورك طيبك ونقاءك.
بورك بك وطن تنتمين إليه. مع أمنياتنا بتحرير جميع الأسرى وتحرير الجولان والشفاء العاجل للفارس العائد والى الفرحة الكبرى.


عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا